الدلالات والآمال .. زيارة مرسي للخرطوم
استبق حزب المؤتمر الوطني الحاكم في السودان زيارة الرئيس المصري محمد مرسي للبلاد غدا الخميس بالتبشير لمرحلة جديدة بين الخرطوم والقاهرة.
ولم يكتف بذلك بل أكد -في تصريح صحفي عقب اجتماع لقطاعه السياسي مساء الأحد- أن الزيارة ستؤسس للانتقال بالعلاقات لواقع عملي أكثر ترابطا وتواصلا.
وفي المقابل بدأ الشارع السوداني طرح عدد من التساؤلات عن جملة من القضايا بين الدولتين ومدى قدرة الرئيسين المصري محمد مرسي والسوداني عمر البشير -في الزيارة المحددة بأقل من يومين- على حسمها.
ونبه متابعون آخرون إلى ما أعلنته حكومة جنوب السودان من رفض لاتفاقية مياه النيل 1959، وتهديدها بالانضمام لاتفاقية التعاون الإطاري لدول حوض النيل المسماة باتفاقية 'عنتبي' التي وقعت عليها كل من إثيوبيا وكينيا وأوغندا وتنزانيا ورواندا في 14 مايو/أيار 2010 في غياب السودان ومصر.
ويلفت متابعون آخرون إلى وجود توتر ظل مكتوما بين الخرطوم والقاهرة خلال الفترة الماضية بعد استضافة مصر ممثلين لـحركة العدل والمساواة المتمردة بدارفور رغم احتجاج حكومة السودان رسميا على ذلك.
وعلى الرغم من أن الزيارة تأتي في إطار اقتصادي بحت -كما جاء في برنامجها- فإن أزمة مثلث حلايب وشلاتين المتنازع عليه ستظل تمثل ناقوس خطر يدق كلما حانت فرصة للقاء بين المسؤولين السودانيين والمصريين، كما يعتقد مراقبون.
غير أن نافع علي نافع مساعد الرئيس السوداني قطع -في تصريحات سابقة عقب زيارة وفد من حزب الحرية والعدالة للخرطوم في الثالث عشر من الشهر الماضي- بأن السودان يرى أن علاقاته مع مصر مستهدفة 'من قصيري النظر من أبناء البلدين الذين تعميهم المعارضة السياسية للحزبين ويستهدفون العلاقات المصرية السودانية'.
وقال للصحفيين 'لن نجعل من تلك القضايا الخلافية أمرا يشغل مصر الآن لأنها تتصدى لقضايا كبيرة جداً وأن هذه الخلافات ستدرس لاحقاً في إطارها وحجمها ونسبتها إلى المصالح الكبرى بين الشعبين'.
انفتاح رغم التحذير
وفي حين لم يتضح بعد ما يمكن أن يناقشه الرئيسان تحديدا، لم يستبعد محللون أن تكون قضية استضافة القاهرة حركة العدل والمساواة وأزمة مياه النيل وتهديدات جوبا هي الأوفر حظا من غيرها.
فأستاذ العلوم السياسية بجامعة الخرطوم محمد نوري الأمين لا يستبعد مناقشة أمر المعارضة في الدولتين 'بالتركيز على المعارضة السودانية التي لها علاقات متميزة مع كافة الأحزاب المصرية'.
ويرى أن أزمة مياه النيل 'ربما تكون محور نقاش الرئيسين'، لافتا إلى وجود 'عقبات بشأن تنفيذ اتفاقية الحريات الأربع بما يقتضي تناولها وإزاحة أي لبس حولها'.
ويعتقد في حديث للجزيرة نت أنه 'رغم تحذير كثير من المصريين لحكومة مرسي بعدم اقتفاء أثر حكومة البشير إلا أن ذلك لم يمنع حكومة الحرية والعدالة من الانفتاح على الخرطوم'.
أما أستاذ العلوم السياسية بابكر محمد الحسن فيقول إن مشكلات مصر الحالية لم تكن تسمح لرئيسها بالخروج من القاهرة 'إلا لضرورة دولية معدة سلفا'.
واستبعد في تعليقه للجزيرة نت أن تكون الزيارة 'برغبة مصرية محضة' كونها تأتي في ظروف معقدة للغاية.
ليست هناك تعليقات: