اعداد حيدر ابن اواى
أعلن قادة الاعتصامات في العراق اليوم أنهم يعتزمون تشكيل جيش عشائري لحماية المعتصمين. في حين حذرت الأمم المتحدة من أن البلاد تتجه إلى المجهول ما لم تُتخذ إجراءات حاسمة وفورية لوقف انتشار العنف. يأتي ذلك وسط يوم دام خلف قتلى وجرحى في بغداد.

ودعا خطباء الاعتصام إلى توحيد مسلحي العشائر في جيش عشائري ينتزع حقوقهم، حسب تعبيرهم. كما طلبوا من العشائر الجنوبية سحب أبنائها من الجيش ، وقالوا 'نحن لا نريد الصدام بهم'، مؤكدين أن معركتهم مع رئيس الوزراء نوري المالكي وليست مع الجيش.

ومن جهته ، دعا خطيب الجمعة في الرمادي العشائر في المحافظات الست المحتجة إلى تشكيل حشد عسكري للدفاع عن مناطقهم في مواجهة ما سماها المليشيات الحكومية.

واستنكر خطيب الجمعة 'مجزرة الحويجة' وطالب بتقديم المسؤولين عنها إلى القضاء، ابتداء من رئيس الوزراء نوري المالكي وانتهاء بالضباط الميدانيين والجنود الذين اقتحموا ساحة اعتصام الحويجة.

وطالب الخطيب بمحاكمة المالكي بصفته القائد العام للقوات المسلحة التي اقتحمت ساحة اعتصام الحويجة. كما جدد المحتجون مهلة 48 ساعة لخروج قوات الأمن من المدن بعدما لاحظوا خروجهم من ساحات الاعتصام.

و من الرمادي وليد إبراهيم بأن المهلة التي تحدث عنها المشاركون في الحشد كانت موجهة إلى رجال الأمن والشرطة والجيش. وأوضح أن المطلوب هو خروجهم من مدن المحافظة لأن الثقة بهم فـُقدت بعد أحداث الحويجة.

ولبى عشرات الآلاف دعوات لهيئات دينية وتجمعات عشائرية وشبابية لأداء صلاة جمعة موحدة في ساحات الاعتصام تحت شعار 'حرق المطالب'، في مدن الرمادي والفلوجة بمحافظة الأنبار (غرب) وسامراء بصلاح الدين (شمال) وجلولاء (شرق).

قتلى وتفجيرات
وفي الأثناء، قالت الشرطة العراقية إن 14 شخصا قتلوا وأصيب 43 آخرون في تفجيرين شرقي وجنوبي بغداد.

وأضافت المصادر أن الانفجار الأول وقع في منطقة الصدر وتسببت فيه دراجة مفخخة قرب مطعم شعبي، بينما وقع الثاني بسيارة موقوفة في شارع تجاري بحي الدورة.

ومن جانبه، في بغداد بأن أربعة أشخاص على الأقل قتلوا وأصيب أكثر من عشرين في انفجار عبوة ناسفة أمام مسجد الكبيسي جنوب شرق العاصمة العراقية.

كما استهدفت عبوة ناسفة مسجدا آخر في حي الراشدية شمالي بغداد مما أسفر عن مقتل شخصين، في حين قتل جندي بانفجار أمام مسجد الشهيد يوسف في حي الشعب.

وبدورها، قالت الشرطة ومسعفون إن قنبلة انفجرت أمام مسجد في حي الشعب أيضا مما أدى لمقتل شخص.

ومن ناحية أخرى، بثت جماعة جيش رجال الطريقة النقشبندية تسجيلات مصورة لما قالت إنها هجمات شنها مقاتلوها خلال اليومين الماضيين ،على مواقع للجيش والشرطة الاتحادية في مدينة الموصل ومحيطها وفي محافظة صلاح الدين.

ويؤكد جيش النقشبندية أن مقاتليه قتلوا وجرحوا عددا من أفراد القوات العراقية، وأنهم تمكنوا من تدمير عدد من العربات.

وفي هذه الأثناء،  قوات الجيش دخلت إلى ناحية سليمان بيك بعدما انسحب منها مسلحون من أبناء العشائر كانوا قد سيطروا على المنطقة أمس.

تحذيرات
وفي السياق، حذرت الأمم المتحدة الجمعة من أن العراق بات على 'مفترق الطرق'، ويتجه نحو المجهول إذا لم تـُتخذ إجراءات 'حاسمة وفورية' لوقف انتشار العنف.

وقال ممثل الأمين العام للأمم المتحدة مارتن كوبلر في بيان إنه يدعو جميع الزعماء الدينيين والسياسيين للاحتكام إلى ضمائرهم واستخدام الحكمة، وألا يدعوا الغضب ينتصر على السلام.

واعتبر كوبلر أن قادة البلاد يتحملون مسؤولية 'تاريخية في تولي زمام الأمور والقيام بمبادرات شجاعة كالجلوس معا'.

ويأتي تصريح كوبلر بعد يوم من تحذير رئيس الوزراء العراقي نوري المالكي من العودة إلى الحرب الأهلية الطائفية.

ومن جانبهما، حذر رئيسا ديوانيْ الوقفين السني والشيعي عبد الغفار السامرائي وصالح الحيدري من العنف الطائفي، ودعوا الزعماء السياسيين للقاء بمسجد بغداد اليوم الجمعة، لكن مسؤولا سنيا قال إن الاجتماع ألغي.

وقتل منذ بداية أبريل/ نيسان 410 أشخاص في العراق وأصيب المئات بجروح، حسب حصيلة لوكالة الأنباء الفرنسية تستند إلى مصادر أمنية وعسكرية وطبية.