تفرج إسرائيل عن أسير بحالة خطرة
أفرجت سلطات الاحتلال الإسرائيلي عصر اليوم الخميس عن الأسير الفلسطيني المريض بفشل رئوي محمد التاج إثر تدهور وضعه الصحي وصدور تحذيرات بوجود خطر على حياته.
ووصل التاج (41 عاما) إلى مجمع فلسطين الطبي بمدينة رام الله بسيارة إسعاف بعد إطلاق سراحه من سجن عوفر غربا، ونقل إلى غرفة العناية المركزة فورا حيث كان يتنفس اصطناعيا.
وقال التاج في كلمات مقتضبة بعد الإفراج عنه إنه ترك وراءه 15 أسيرا بحالة خطرة في عيادة سجن الرملة بينهم ستة مصابون بالشلل، ويجري اعتقالهم في ظروف صعبة جدا وسط إهمال طبي متعمد من قبل الاحتلال.
وذكر التاج، بصوت متقطع الأنفاس، أن الأسرى المرضى وبعد استشهاد الأسرى ميسرة أبو حمدية وأشرف أبو ذريع وعرفات جرادات بالفترة الأخيرة، أطلقوا على أنفسهم أرقاما متدرجة من 208 إلى 222 وكل منهم يعتقد أنه سيكون الشهيد التالي.
إهمال طبي
وتسجل المصادر الرسمية الفلسطينية استشهاد 207 أسرى فلسطينيين في سجون الاحتلال منذ احتلال عام 1967 بينهم 54 بسبب الإهمال الطبي.
وقال التاج، وهو من بلدة طوباس شمال الضفة الغربية، إن الحراك السياسي والدبلوماسي للإفراج عن الأسرى المرضى مهم ولكن يجب أن يقترن بضغط شعبي حقيقي على الاحتلال الإسرائيلي لإجباره على الإفراج عنهم.
وأوضح وزير شؤون الأسرى الفلسطيني عيسى قراقع أن الأسير التاج في وضع صحي خطير جدا، وسبق أن تقدمت السلطة الفلسطينية بطلبات للمحكمة الإسرائيلية العليا بالإفراج عنه بسبب معاناته من فشل في الرئتين وضيق في التنفس وانسداد في الشرايين، وتأجل النظر في ذلك مرارا.
وذكر قراقع أنهم فوجئوا بقرار إسرائيل الإفراج عن التاج بدون محاكمة اليوم، معتبرا أن هذا يعني أنه في 'وضع صحي خطير جدا'.
مصدر قلق
ورجّح وزير الأسرى أن يكون استشهاد الأسير ميسرة أبو حمدية بسبب الإهمال الطبي بعد معاناته من مرض السرطان مطلع الشهر الجاري، قد خلق قلقا لدى مصلحة السجون الإسرائيلية من تفجر الأوضاع داخل السجون في حال تكرر الأمر مع أسير آخر وخاصة مع وجود العديد من الحالات الخطرة.
وأشار الوزير إلى جهود سياسية دولية تبذلها السلطة الفلسطينية من أجل الإفراج عن الأسرى المقيمين بصورة دائمة في عيادة سجن الرملة، وبينهم عدة حالات مريضة بالسرطان.
وكان التاج قد خاض إضرابا عن الطعام لمدة شهرين منتصف العام الماضي مطالبا بالإفراج عنه بشكل مبكر، لكن وضعه الصحي تدهور بصورة خطرة إثر ذلك.
وذكرت إدارة مجمع الفلسطيني الطبي في رام الله أنها على أتم الاستعداد لتقديم الخدمة الطبية المناسبة للأسير التاج.
وعبرت والدته عن ارتياحها للإفراج عنه بعد عشر سنوات من الاعتقال حيث اعتقله الاحتلال عام 2003 وحكم عليه بالسجن لمدة 16 عاما بتهمة المقاومة.
لكن الوالدة أشارت إلى أن ابنها بحاجة لعملية زرع رئة بصورة عاجلة، وهو الأمر الذي قد لا يكون متوفرا بالمستشفيات الفلسطينية.
ليست هناك تعليقات: